أبناء محسن الرملي، ونتاج الشتات العراقي

 عراقي يفجع في وفاة رضيعته التي جاءت كثمرة لقصة حب ملتهب وزواج على غير رغبة الكثيرين، فيتحول إلى مانح لبذور الأجنة لكل النساء اللاتي سيلقاهن فيما بعد، حتى يغدو لديه 27 طفلاً من نساء توزعن على الخريطة فيما بين أسبانيا وكولومبيا! عنوان عبقري هو بمثابة العتبة الأولى للنص، ثم استهلال لافت وبديع، يمسك بتلابيب القارئ فلا يقدر سوى على المواصلة، والسفر والترجال بين قارات العالم، بحثًا عن مصائر شخوص يعبرون بشكل حرفي -مأساوي- عن محصلة الشتات العربي في العموم، والمأساة العراقية على وجه الخصوص.
معزوفة شجن تثير الوجدان وتستجلب مرة أخرى الأسى لما آلت إليه شئون العراق، فبرغم هجرة البطل، فإن الرواية لا تحيد لحظة واحدة عن التماس مع الواقع العراقي اليومي، فهناك تبتدئ، وتستمر، وتظل حاضرة حتى النهاية، حكاية بحث عن هوية مفقودة تمزقت على عتبات الصراعات في العراق، عن مفاهيم القدر والمصير والصبر والموت والضياع، عن القرارات التي نتخذها طواعية، وعن تلك التي نجبر على اتخاذها.
كتابة تصويرية تنقلك إلى التجول في جغرافية الرواية الثرية، وتطلعك على تفاصيل الشخوص وكأنك تجالسهم، شخصيات متنوعة متقنة بشكل احترافي، لغة عذبة، سرد سلس وجذاب، رواية تستحق بكل جدارة ترشحها في قائمة الشيخ زايد، وتستحق كذلك العلامة الكاملة. شكرًا محسن الرملي على هذه الرواية، التي لا يعيبها في وجهة نظري سوى صغر حجم فونط الكتابة الذي أجهدني قليلاً.

أضف تعليق

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ