كتاب مُلهم…!

أعتقد أن قراءة هذا الكتاب الفذّ يجب أن تكون -بطريقة ما- إلزاميّة لكل من بلغ الأربعين أو جاوزها!

من أفضل الكتب السيريّة التي قرأتها، ولعل أهم ما يميّز هذه الكتابة الذاتيّة، أن وليام ستايرون يروي هنا سيرة ذاتية لتجربة مرضه، لا سيرة ذاتيّة له ككاتب حقق نجاحًا ونال جوائزَ وإشادات، لا نقرأ عن كفاحه وصعوده وطفولته وزواجه، إنما نقرأ فقط ما يخص وحش الاكتئاب القاتل، وتجربة ستايرون معه، بداية من الاعتراف، حتى الإفلات من براثنه….

كتابة صادقة، ملهمة، مؤثرة، تزيح الستار عن وحشيّة مرض الاكتئاب، وتسلّط الضوء على ارتباطه الوثيق بالأدباء والفنانين؛ همنجواي وجاك لندن وفرجينيا وولف وأرشيل جوركي وسيلفيا بلاث وتشيزاري بافيزي وآن سكستون وباول سيلان وفان جوخ وهارت كرين وماياكوفسكي والقائمة تطول، لكن هذه السيرة لا تتحول إلى مرثيّة أو بكائيّة لوصف المعاناة وتسجيل أسماء الضحايا، بل أنها في النهاية، تُشرع للأمل بابًا يسمح بعبور كل الآمال التي كانت قبل قراءة الكتاب، مستحيلة.

أعتقد أن هذه الكتاب قد ألهمني بطريقة ما، وربما أقول بعد سنوات من اليوم، أن هذا الكتاب أنقذني، كما أنقذَ وسينقذّ الكثيرين من قرّائه.

#محمد_سمير_ندا

أضف تعليق

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ