شهرزاد “نوسة البحر” تروي، فيتطهّر السلطان المهزوم، ويتداعى المُلك الزائف؛ ليبقى الحزن…

تاريخ آخر للحزن، حكاية تختزل قرنًا ونصف من الزمن في سبع ليالٍ عجاف، تصلب الرأسمالية والناصرية على صليب واحد يليق بالخاسرين، تكشف السُتر وتزيح الحُجب عن حقيقة إنسان/شعب، امتلك ذات زمن بعيد، ولم يزل، كل الثروات والعطايا والسطوة، لكنه على الرغم من ذلك مله، يخرّ راكعًا أمام شبح بلا سيف، شبح الماضي، ذاك الظل صاحب السطوة الطاغية، المخيّم على سماء المحروسة منذ قرون.

في البدء كانت حلويّة، والشيخ حسنين اللهفة…

بهذا التصدير البارع يُشهر كانبنا القدير قلمه ويتأهّب لخوض نزاله الخاص، معركته الخاصة التي لم ينته من تلاوة وقائعها بعد. ينقض العهد المعتاد بين القارئ والكاتب، فيوحي له أنه بصدد قراءة نص تاريخيّ آخر عن الحكايات التي أسقطتها كتب التاريخ ودعستها أقدام كَتَبة السلطان من المؤرخين. يروي أبو الفتوح الحكاية كأنه يضغط ذراع طلمبة منسيّة، فتفيض بتاريخ ترسّب في قيعان الذاكرة ولم تمتصه طبقات السنين المتراكمة، هوجة عرابي والإنجليز، حكاية تختزلها كتب التاريخ التي يدرسها أولادي اليوم في نصف صفحة، وأنهكها المتخصصون بحثًا وتنقيبًا فسطروا في شأنها المجلدات، بيد أن كل هؤلاء، المختزلون والمسهبون، طافوا حول الحكاية الرئيسة لعرابي، ومحيطيه، والخديوي، والإنجليز، وتوسّع البعض فرسم قاهرة الثورة العرابية، لكن أحدًا منهم لم يعرف نوسه الغيط ونوسه البحر، لم يسمع عن الشيخ حسنين اللهفة ولا عن حلوية اللذين افتديا قريتهما بأرواحهما وقتما توغلت في أزقتها كتائب الإنجليز المتعطشين للاقتصاص من كل قرية هبّ رجالاتها لنصرة عرابي في هوجته. المؤرخون لا يعرفون حلويّة وحسنين اللهفة وأهل نوسة البحر، لا لشيء إلا لكونهما شخصيات خيالية، وعلى الرغم من ذلك، ستظل كل الحكايات عن هوجة عرابي -في خيالي- منقوصة بعد قراءة هذه الملحمة، ما لم تذكر بطولة حلوية والشيخ اللهفة.

أخيرًا؛ ما أذكى واجمل اختيار هذين الاسمين!

غرسٌ ينمو وثمار تتساقط…

كما أسلفت، خدعني الكاتب حين تركني في زمن عرابي، ففي غضون صفحات، ننتقل إلى زمان آنٍ، مرت عقود، مائة وأربعون سنة تخمّرت فيها نبتة الكاتب التي غرسها في استهلاله، ثبّت الكاتب المكان وحرر الزمان، فأثمرت شجرة تتفرع منها عوائل وتتدلى من غصونها شخوص تسقط تباعًا تحت منجل الموت، حتى يزحف الهِرم إلى الشجرة فلا يتبقى منها بين صفحات الحكاية إلا معالي حلوية، التي تجد طريقها إلى منجي أرسلان، فتبتدئ حكاية جديدة هي الحكاية الرئيسة، إلا أن الثمرة الأخيرة تظل وفيّة لجذورها، فتتحوّل معالي حلويّة إلى شهرزاد، لكن “شهرزاد” أحمد صبري أبو الفتوح تصطحب شهريارًا مهزومًا فرّ من قصره، فتعيده إليه، وتنعم عليه بالتطهّر من إرث عائلة أرسلان، تلك العائلة الإقطاعيّة المستبدّة، ترد له هزيمة كانت هي إرث عائلتها الوحيد، تروي فيسقط السلطان المهزوم في خساراته، ويتطهّر كُليًّا، حتى يتبخّر.

أسماء تعارض الأقدار…

معالي حلويّة امرأة مهزومة، أم لطفلتين جاءت بهما إلى الدنيا من رجل خائب، فارّ ومهزوم، وكما يعرف القارئ منذ البداية، فإن حلويّة التي قتلت في إثر توابع هوجة عرابي، تركت ولدًا هو منصور، ولأن زوجها كان من رفاق عرابي الذين فقد أثرهم فابتلعهم الزمن وبخل عليهم بقبر معلوم، فقد حمل منصور لقب حلويّة، أي أنه نُسب لأمه، كأن قيامته قامت فنودي عليه يوم ماتت حلويّة تحت سياط الإنجليز، فأصبح منصور حلويّة، لا منصور النوساني. أكرم التاريخ ذكرى امرأة قدمت نفسها فداءً لأهله قريتها، لكن الأقدار كانت مخاتلة إذ منحت الصبي اسم منصور، وقد جاء الولد إلى الدنيا وعاش مهزومًا. ثم كررت السماء تهكمها فمنحته زوجة اسمها “امتياز”، هكذا امتد سلسال عائلة حلويّة، تبدلت أرقام السنوات لكن المصائر أبت إلا أن تتطابق، ففتح الله ابن منصور حلويّة لم يفتح الله عليه إلا بعشق الخيل ونبذ البشر، وعندما تزوج من ابنة الشيخ جبريل اللهفة، حفيد الشيخ حسنين اللهفة، كان اسم زوجته هو “سيادة”، التي عاشت خادمة وماتت فقيرة تائهة بين أشباح وطيوف حكايات، مخلفة ابنة اسمها “رئيسة”، ورثت رئيسة بدورها خدمة أسيادها أصحاب الوسيّة في نوسة البحر؛ آل أرسلان (الوسيّة هي العزبة أو الإقطاعيّة في العاميّة المصريّة). تركت سيادة كذلك حفيدة ستختزن في صدرها ميراث الحكايات، تلك الطفلة -التي ستكبر لتعيد الوريث الشرعي إلى عرشه ليسقط في ركامه وحطامه- هي معالي حلويّة، ابنة “رئيسة جبريل اللهفة” و”فؤاد فتح الله حلويّة”.

اختيار الأسماء هنا رمزيّ بامتياز، يضع علامة استفهام كبيرة حول كلمة عدالة، ويلخص بحرفيّة وإتقان مصائر شعب المحروسة برمّته، تلك الملايين التي استحقت ألف نصر وألف سيادة وألف امتياز، فنالت آلاف الهزائم والخسارات.

ملاحظة، تركت في التعليق الأول على هذا المنشور، شجرة العائلة التي وضعتها لتنظيم أفكاري.

السلطان المهزوم يعود إلى عرشه الآيل للنسيان…

“منجي عبد الباسط أرسلان” هو آخر أوراق شجرة الشيخ شهاب الدين أرسلان، الغريب الذي حطّ رحاله في قرية نوسة البحر، وسرعان ما أصبح مالكًا لأرضها وناسها، عاش شهاب الدين يوزّع الأقدار ويقسّم أنصبة الحياة على العوام، وورّث وسيته لأبنائه جيلاً بعد جيل، ورثه ابنه حافظ أولاً، ثم أنجب هذا الأخير ثلاثة أبناء اختلفوا عقب وفاته وتفرقت شعابهم لأسباب تتعلق بمقعد الدائرة في الانتخابات النيابيّة، وإن ظل عبد الباسط، الوفديّ دائم الحضور تحت قبة البرلمان؛ هو الأكثر سطوة وسلطة، وشهوة.

نبذت العائلة “منجي” منذ انحاز في شبابه، كغالبية بني جيله، إلى الفكر الناصريّ، وصموه بالخيانة لإيمانه بفكر اللص الذي سلبهم أطيانهم، لكن منجي سرعان ما يدفع الثمن بعد رحيل زعيمه، فيسجن ثلاث مرات في عهد السادات، ويتعرض إلى صدمتين عاطفيتين ينكس في إثرهما رايات قلبه العامر بالحزن، خصوصًا وقد كانت الصدمة الثانية نتيجة لرفض عمّه تزويج ابنته لشاب مثله؛ قضى أغلب سنون شبابه في المعتقلات. تنسرب سنوات منجي وتنفرط أفكاره ومعتقداته كحفنة من تراب، يعيش ابن الحسب وحيدًا من دون نسب، يتعاظم حزنه حتى يتماس مع الحزن الموروث لسلالة حلويّة وحسنين اللهفة. هنا تتماس الخيوط الروائية وتتماهى خلفيّات الشخوص وإن تبدّى العكس. يستقدم منجي خادمة جديدة، امرأة مطلقة ترعى طفلتين، ملفوفة مغوية وفاتنة كجدتها، واسمها: معالي حلويّة.

هنا، وعلى الرغم من تشظّي الفضاء الزمانيّ للرواية، تبتدئ الحكاية.

نطفة الناصرية في رحم الطبقة الكادحة…

تجتهد معالي في خدمة سيدها، تمامًا كما اجتهدت أمها وجدتها في خدمة أبيه، تتوطّد علاقتهما وقد وجد كل منهما في الآخر سكنًا وسكينة، اشتعلت بينهما شرارة العشق على الرغم من فارق السن الكبير، فمعالي حلويّة في مستهل ثلاثينيّاتها، أما منجي فعمره يعادل ضعف عمرها. يحررها منجي من ديونها وديّانيها، يؤمّن لطفلتيها حياة كريمة، يغفر لها اعترافها الطوعي بدخولها السجن بسبب الديون، وببيع جسدها عدة مرات نكاية في زوجها الاتكالي العاطل. في المقابل؛ تشجّعه هي على زيارة سرايا أرسلان قبل أن يبيعها كما نوى، يراوغ ويماطل، يتنقل بين بيوتات خاوية لا تؤنس ولا تنهض على أطلال الذكريات. يقبل طلبها بعدها تحتلّ قلبه هي وطفلتين استعاد بحضورهما الحنين إلى أبوّة ظنّها فترتْ، وأخيرًا؛ يعود برفقتها إلى سرايا أرسلان.

يكتشف منجي أن عاطفته تجاه معالي لا تُشين، ويشعر أن أفكاره خذلتها كما خذلته قديمًا، الثروات التي سلبت من آل أرسلان بيد عبد الناصر، لم تصل منها حفنة تراب إلى سلسال حلويّة، ولا إلى سلسال اللهفة.

ينصهران في فراش العشق، يكتمل التزاوج بين الفكر الناصريّ، والطبقة الكادحة التي حملته على أكتافها فخذلها، تختمر في رحم سليلة الحزن نطفة ناصريّة يظل مصيرها معلّقا كأحلام جيل الستينيّات. يبدي كلاهما حياديّة وتردّدًا حيال تقرير مصير الجيل القادم، كلاهما لم يهبّ لحمايته، وكلاهما لم يقرر التخلّي عنه، لكنهما يرجئان تقرير المصير إلى أجل غير معلوم.

ماذا نعرف عن حقيقتنا المختبئة خلف شبكة العنكبوت؟

يقرر الخليلان الولوج إلى السرايا من القبو، المكان المخصص لدخول وخروج الخادمات. قررا ذلك بغية عدم افتضاح الأمر واكتشاف الناس إعادة فتح السرايا التي تحوم حولها الأساطير، يمضيان أيامًا يصارعان خيوط العنكبوت التي افترشت ممرًا طويلاً يفصل مدخل القبو عن مدخل السرايا، يهمّ منجي بالتراجع غير ذي مرة، لكن معالي ظلت متشبثة بحلم تجسيد الحكايات التي قصّتها عليها جدتها “سيادة” إلى واقع مرأيّ وحقيقة ملموسة، ينجحان أخيرًا في دخول السرايا بعدما أنهكهما العنكبوت، يشرعان في استكشاف خبيئة الزمن المبهرة، وبمرور الوقت، يكتشف منجي أن معالي تعرف الكثير، بل تعرف عن تاريخ هذه السرايا أكثر مما يعرف هو، تاريخ الحزن والقهر والهوان، التاريخ الذي لم يروه آل أرسلان. تتحداه معالي أخيرًا، فلو أبقته بحكاياتها في السرايا سبع ليالٍ، يمنحها الحق في تقرير مصير الجنين الخائف في أحشائها، مخيّرة إياه بين اصطحابها إلى الطبيب لتجهض الحمل كاعتراف منه بزواج شفهي تلواه على فراش الشهوة، أو الاحتفاظ به للأبد.

عبد الباسط أرسلان، والده، كان من افتض طهر سيادة جبريل اللهفة، وأمه روح الفؤاد – الفتاة البسيطة ابنة بنّاء المساجد المعلم “منجي توبة” – زفّت إلى أبيه كزوجة ثانية رغمًا عنها، لأن قلبها كان قد شُغف حُبًّا بشاب آخر ليس في عمر أبيها كعبد الباسط أرسلان، كان ذلك الشاب هو حافظ عبد الباسط أرسلان، شقيق منجي (من الأب) الذي اختفى يوم زُفّت أمه إلى أبيه، ولم يعد أبدًا! كانت سيادة هي مرسال الغرام بينهما، وكانت هي من جُلدت بعد افتضاح الأمر حتى كادت تموت، لكنها كانت أيضًا من احتفظت بخطابات كليهما، الخطابات التي يقرأها منجي، فتنهمر دموعه التي اختزنها طويلاً.

يسمع منجي كذلك عن عمٍّ آخر لم يسمع به مذ ولد، عمٌ ولد معاقًا أعمى وغريب الأطوار، وصاحبته إلى قبره حكاية أسطورية ترتعد لذكرها القلوب.

هنا يسري تاريخان في مسارين متوازيين، في المسار الأول يُسرَد التاريخ الحقيقيّ الذي عاشه منجي؛ الطفولة والجاه والحسب وحبال العشق المبتورة وعبد الناصر والمعتقل، وفي المسار الثاني تروي شهرزاد نوسة البحر تاريخ الحزن والأسى، يلتقي المساران في عقل منجي أرسلان ويشتبكان، فيسقط في دوامة الشك، وتقتلع الحيرة ما تبقى في قلبه من أوهام العز والجاه. يشكك في صحة الحكاية في حين، ويبتلع الصمت قهرًا في حين، لكن العرش الذي هرب منه وزهده يستعيده، فقط ليكتشف أن كل هذه العروش إنما هي أوهي من شبكة عنكبوت.

تنجح معالي حلوية في استبقائه سبع ليالٍ بسردها المنهمر لحكايات جدتها، فيحتدم بينهما النقاش حول مصير الجنين، يفشل الناصري الذي ولد ثريًّا في اتخاذ القرار، تتأرجح في ردهات عقله ميوله الواهية إلى نصرة الكادحين، واستحضار مجد عائلته الذي بات يعرف زيف وجاهته. حتى تأتي النهاية لتضع حدًا لحالة الضعف التي جعلته غير قادر على الوفاء بعهوده، أو حتى مجرد اصطحاب معالي إلى مُجهِضها.

بين الميثولوجيا، وأدب القرية، والواقعيّة السحرية…

يحفل النص بالعديد من الحكايات الغرائبيّة، كأن سيادة تركت لحفيدتها ألف ليلة وليلة أخرى تخص نوسة البحر. حكاية البقرة واللعنة التي أصابت القرية بعد أكلها (إحالة مهمة)، حكاية الكلبة التي أرضعت منصور حلوية بعد مقتل أمه، حكاية شبح المملوك، حكاية العم عبد المولى الذي نما وتضخّم حتى اخترق الحيطان واضطروا إلى دفنه بعد تقطيعه، حكاية ما جرى لجثة عبد الباسط أرسلان والهلام الذي عام في قبر عائلة أرسلان ليلة وفاته، وبالطبع مشهد النهاية.

حكايات كثيرة -ربما أسقطت بعضها- منحت للرواية نفحة ميثولوجيّة رسّخت ملحميّتها، فعلى الرغم من قص هذه الحكايات نقلاً عن أجيال متتالية، فقد رسخت البناء السردي ومنحته بعدًا آخر شديد الثراء، وجعلت تصنيفها في إطار أدب الواقعية السحرية أمرًا جديرًا بالتفكّر، أما احتجاز هذا النص بين مطرقة الرواية التاريخيّة وسندان أدب القرية الاجتماعي، فهو، مع احترامي للآراء كافة، ظلم كبير وخطأ بيّن.

ختام

أعرف أنني أطلتُ كثيرًا، وربما أصبت القارئ العجول بالملل، لكنني لم أقدر على اختزال سطر واحد مما كتبته طيلة الساعتين المنقضيتين، فهذه الرواية لا يمكن الاكتفاء بالكتابة عنها، بل إنها تستوجب تكريم كاتبها والاحتفاء به.

بلغ كاتبنا ذروة الإبداع الأدبي بهذه الملحمة، وترك وراءه أسطورة السراسوة التي حبسه البعض بين صفحاتها، وعلى الرغم من افتتاني بحكاية السراسوة، فقد قدم أبو الفتوح في “تاريخ آخر للحزن” حكاية تنوّعت طرائقها السردية، قدم من خلالها درسًا في فن التكثيف، جعل من منصورته كعبة يطوف حولها ويسعى بين قراها، ثم سبح بفصولها في فضاء زمني يتقارب ويتباعد بأناة وحنكة، لوّن صوت الراوي فكان كأنه يقفز بمهارة لاعب ترابيز بين صوت شهرزاده “معالي”، والمونولوج الداخلي لشهرياره المهزوم “منجي”، وصوت راوي الحكاية، النوّاح والفضّاح.

كانت هذه حكاية عن مصر الحزينة، عن أبنائها وبناتها الحزانى، عن تاريخ الحزن المعشش في ذاكرتنا وفي حكايات جدودنا وفي ألبومات صورنا القديمة، عن المحروسة التي غاب حارسها فباتت وسيّة بلا مالك، يدور عوامها في رحاية لا تطحن البذور، عن الآمال التي اعتنقها الناس واحتفى بها الكادحون فتبخّرت وتاهت في جحور الفقر والقهر اليومي، عن شباك العنكبوت التي يتوجّب علينا أن نجتهد لإزالتها قبل أن نعرف الحقيقة، عن الأبطال المنسيّين، الحقيقيّين.

عن مصر الحلوية، مصر اللهفة، ومصر التي سُرقت حلواها وفقدت لهفتها.

في النهاية، وعلى الرغم مما لمسته بين السطور من إيمان الكاتب بالناصريّة، فهذا النص، إضافة إلى ما أوّلته في الفقرة السابقة، يهتف بأن مصير جيلنا مرتبط بالاعتراف بمصير الجنين الذي اتفقت الناصرية مع الرأسمالية على غرسه في رحم الفقر والقهر.

أستاذنا العزيز؛ شكرًا 🌹❤️🙏

#محمد_سمير_ندا

أضف تعليق

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ